إسبانيا تدرج "التهديدات" القادمة من شمال إفريقيا خلال قمة "النيتو".. وحكومتها تؤكد أن الأمر لا يتعلق بالمغرب والجزائر
طلبت إسبانيا من حلف شمال الأطلسي "النيتو" إدراج التهديدات القادمة من منطقة شمال إفريقيا ضمن القضايا التي تدخل في أولويات التحالف الاستراتيجي، وهو الأمر الذي سارعت الحكومة للتأكيد على أنه ليس موجها ضد المغرب والجزائر، وذلك قُبيل انطلاق القمة المقبلة التي تحتضنها مدريد يومي 29 و30 يونيو الجاري والتي تناقش عدة قضايا أمنية ذات أولوية بالنسبة لها.
وطلبت الحكومة الإسبانية من الحلف التطرق إلى التهديدات القادمة جنوبا، وتحديدا من منطقة شمال إفريقيا، وفق ما صدر عن وزير الخارجية خوسي مانويل ألباريس، ووزيرة الدفاع مارغاريتا روبلس، واللذان اعتبرا هذا الأمر أولوية إلى جانب التوسع العسكري الروسي في العديد من الدول في سياق الحرب على أوكرانيا.
غير أن ألباريس سارع إلى توضيح الأمر، حتى لا يفهم أنه موجه ضد الجزائر في ظل الأزمة الدبلوماسية الحالية، وأيضا مخافة أن يُفهم منه أن المستهدف هو المغرب، البلد الذي لم تنته خصومته مع إسبانيا إلا ابتداء من شهر ماي الماضي، حين أعلن رئيس الوزراء بيدرو سانشيز الاعتراف بمقترح الحكم الذاتي المغربي كحل واقعي لقضية الصحراء المغربية، وفق ما كشفت عنه تقارير إسبانية.
وقال ألباريس في مؤتمر صحفي احتضنه قصر "لامونكلوا" الخاص برئيس الوزراء، إن الطلب الإسباني ليس موجها ضد أي جهة، مبرزا أن الأمر يتعلق بخيار استراتيجي جديد وأن أهداف حلف "النيتو" دفاعية وليست هجومية، مشددا على أن "أي توقعات مختلفة ليست صحيحة"، وأضاف أن التحديات الأمنية القادمة من شمال القارة الإفريقية حاليا أصبحت أكثر تعقيدا.
وتواجه إسبانيا حاليا أزمة دبلوماسية غير مسبوقة مع الجزائر بسبب إعلانها دعم المقترح المغربي في الصحراء، وهو ما اعتبره قصر المرادية اعترافا ضمنيا بالسيادة المغربية على المنطقة، ليقرر سحب السفير الجزائري من مدريد ثم إلغاء معاهدة الصداقة والتعاون وحسن الجوار، في حين كانت القطيعة بين إسبانيا والمغرب بسبب دخول زعيم "البوليساريو" إلى البلاد قد استمرت لما يقارب عام.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :